الفرق بين الزوجة والمرأة

[size=25]الفرق بين الزوجة والمرأة

كثيرا
منا لا يُفرق بين الزوجة والمرأة! والدليل على ذلك عندما يسأل بعضنا البعض
عن سيدة بسؤال: من تلك السيدة؟ أو من هي تلك المرأة؟ ويكون الجواب إنها
امرأة فلان!
فهذا الجواب أراه
ظلما لأنه صدر عن جهل بمعاني الكلمات.. لأن الأنثى قد تكون فعلا امرأة
لرجل، وقد تكون زوجته! وما هو الشيء الذي جعلني أقول هذا!؟ إنه الخطاب
الإلهي الذي خاطب به الإنسان في القرآن الكريم...

والزوج لغة: ضد الفرد، وهو يتكون من ذكر
وأنثى، وحتى إن كان زوج حذاء، أو نعل، أو جوارب، أو قفاز فهما يختلفان في
الشكل رغم تشابههما؛ حيث لا تصلح الجهة اليمنى لليسرى والعكس.. وكذلك إذا
ٍاحتوت أجسامنا على أزواج من العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين.. فلا
تستطيع أجسادنا أن يكون لها اتزان لو قلبت الجهات اليمنى إلى الجهات
اليسرى.. فلكل وظيفته ليكتمل اتزان الجسد.. أما المرأة فهي تأنيث امرئ...

1- زوج آدم:
من هذه الزاوية لننظر في قول الله، سبحانه وتعالى:
- {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}، [سورة البقرة: 2 // آية: 35].

لماذا قال الله، جل وعلا، لآدم اسكن أنت وزوجك
الجنة...؟ لأنهما كانا يرتديان لباس التقوى، وبذلك كانت المساواة بينهما
تهدف إلى كمال الزوجية، أي أنهما يكملان بعضهما البعض دون اختلاف أو
تباعد.. مما جعلهما يأكلان من الشجرة سويا دون أي تردد، أو امتناع أحدهما
مخيرا الآخر في الأكل أو عدم الأكل... ونجد هنا كلمة زوج التي تعني الخطاب
موجه للذكر كما هو موجه للأنثى وهذا قمة المساواة...

2-امرأة سيدنا نوح عليه السلام:
- {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين}، [سورة التحريم: 66 // آية: 10].

هنا نجد الخطاب يشير إلى امرأة نوح، ولم يقل زوجته! لأن السبب واضح في قوله، سبحانه وتعالى:
- {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}، سورة هود: 11 // آية: 46].

3- امرأة سيدنا إبراهيم، عليه السلام:
- {فأقبلتامرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم}، [ سورة الذاريات: 51 // آية: 29].
ونجد
هنا الخطاب بامرأة إبراهيم.. والجواب واضح في قصة سارة وهاجر.. فالاختلاف
الذي حصل بين سارة وهاجر يرجع إلى عقم سارة، ومن تم تولدت في نفسها كراهية
لهاجر مما جعلها تحتم على سيدنا إبراهيم، عليه السلام، طرد هاجر وابنها..
وهذا الحقد جعلها تختلف معه...

4- امرأة سيدنا لوط، عليه السلام:
- {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين}، [سورة التحريم: 66 // آية: 10].
وهنا أيضا نجد الخطاب بامرأة لوط.. وكان السبب واضحا كما جاء في قوله، سبحانه وتعالى. وهذه الخيانة جعلت فارقا بينها وبينه...

5- امرأة العزيز:
- {وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين}، [سورة يوسف: 12 // آية: 30].
وهي قصة سيدنا يوسف، عليه السلام، حين راودته فاستعصم..
ولقبت بامرأة العزيز لأن النساء حكموا عليها بالضلال.. إلا أنها في آخر
القصة اعترفت بذنبها...

6- امرأة فرعون:
- {وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت رب إبن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين}، [سورة التحريم: 66 // آية: 11].
أما
هنا فنجد مثلا آخرا عظيما حيث أن الرجل هو الذي خالف الميزان فانقلبت
الكفة، والاختلاف الذي حصل بينهما في العقيدة جعلها امرأة وليست زوجة...

7- امرأة عمران:
- {إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم}، [سورة آل عمران: 3 // آية: 35].
وتأتي
هنا تسمية امرأة عمران بسبب شيء عظيم ألا وهو أنها كانت أرملة حين نذرت
إلى الرحمان ما في بطنها... ومن ثم هل خالفت زوجها في النذر؟ ربما لو كان
زوجها حيا لا يتفق معها في هذا النذر؟ ومن هذا الباب هل اتخاذ قرار من طرف
زوجة يكون زوجها ميتا، ويكون القرار في مسألة قد يحصل فيها الخلاف بين
الزوجين يكون سببا في فقد الأنثى لقب الزوجة وتصير امرأة... وإن لم يكن هذا
التأويل فالأرملة تفقد لقب زوجة وتسمى بامرأة نظرا للبعد الذي بينهما...

8- امرأة أبو لهب:
- {وامرأته حمالة الحطب}، [سورة المسد: 111 // آية: 4].
ونجد هنا في قصة "أبو لهب" المرأة وزوجها غير صالحين مما جعل المرأة تفقد حق الزوجة وتكون بمثابة امرأته...

9- امرأة تخاف من زوجها:
- {وإن امرأة
خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا
والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وأن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون
خبيرا}، [سورة النساء: 4 // آية: 128].
وهنا نقف أمام امرأة تخاف من زوجها النشوز أو الإعراض.. وقد نستنتج من الخوف بكل أنواعه يفقدها حق الزوجة...

10- نساء سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم تسليما:
- {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا}، [سورة الأحزاب: 33 // آية: 28].

لننظر هنا إلى المثل الأعلى الذي يشير إلى تعدد الزوجات، وكلهن صالحات تقيات يسرن على سير زوجهن...

إنها عشرة حالات تبين لنا أين تستحق الأنثى أن تكون
زوجة، أو امرأة. ومنهن اثنتان فقط يستحقن أن يكنن زوجات ومثلهن مثل زوجة
آدم، وزوجات النبي سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم.. ومن هذا الباب لا أذكر
سيرة زوجاته لأنها في السيرة موجودة تنتظر فقط من يفتح كتابها ويدرس
صفحاته ويقتدي بالأسوة الحسنة.. لأن موضوعنا هو الفرق بين الزوجة والمرأة.

إننا نجد في قصة زوجة آدم عدم الاختلاف بينهما، يأكلان
ويشربان، ويتنعمان في نعيم الله، سبحانه وتعالى، كيفما أرادوا إلا ما
منعهما الله، سبحانه وتعالى، من اقترابه... وهنا تبرز حكمة العلاقة المتينة
بين زوجين حيث أكلا مما نهيا عن اقترابه دون أن يلوم أحدهما الآخر، أو
يخيره في إرادة الأكل.. بل عندما وسوس لهما الشيطان زلهما.. ومن ثم نستنبط
أن العلاقة الزوجية الجميلة لابد لها من شياطين لإفساد تلك العلاقة
الطيبة...

وفي قصة سيدنا نوح، عليه السلام، كان سبب عدم الاعتراف
بالزوجية هو الخيانة؛ فهل كانت خيانتها الكفر؟ أو كانت خيانتها هي الممارسة
غير الشرعية كما جاء في قوله، سبحانه وتعالى.
ومن هذا الباب فخيانة الزوجة لزوجها تفقدها حق الزوجة؛ وما دامت العشرة بينهما فهي ليست سوى امرأته وليس زوجته...

ثم ننظر في قصة سارة التي فقدت حق الزوجة بسبب كرهها
وإبعادها لهاجر وابنها.. ويرجع هذا السبب لمسألة العقم الذي أحبطها نفسيا
وجعلها تتصرف مثل ذلك التصرف الذي جعلها تختلف مع كان يصبو إليه سيدنا
إبراهيم، عليه السلام...

وتأتي قصة سيدنا لوط، عليه السلام، الذي خانته امرأته
ففقدت هي الأخرى حق الزوجية.. وهل كانت خيانتها الكفر؟ هل كانت عميلة
لقومها على سيدنا لوط، عليه السلام؟ هي ليست كقصة سيدنا نوح، عليه السلام،
لأنه جاء على لسانه في قوله، سبحانه وتعالى:
- {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}، سورة هود: 11 // آية: 46].
مما يجعلنا نميل إلى أن امرأة سيدنا نوح، عليه السلام،
كانت خيانتها خيانة زوجية، وخيانة سيدنا لوط، عليه السلام، الكفر، وربما
كذلك كانت عميلة لقومها...

كما نرى أن امرأة العزيز لقبت بامرأة وليس بزوجة بسبب مراودتها لفتاها الذي شغفها حبا.. وهذا ما يندرج ضمن النفس الأمارة بالسوء...

ولنتمعن هنا جيدا في امرأة صالحة فقدت حق الزوجة بسبب
كفر زوجها فرعون! مما يجعلنا نستنتج أن الأنثى تفقد حق الزوجة، وتلقب
بامرأة حتى وإن كانت صالحة وزوجها غير صالح.. وكذلك نستنتج هنا المساواة
الربانية العظيمة...

ونقف وقفة تأمل عند المرأة التي تفقد زوجها تفقد معه
لقب زوجة وتبقى امرأة فلان نظرا للبعد الذي بينهما والذي يتمثل في الدنيا
والآخرة.. أي عندما يكون الزوج في عالم الآخرة، والزوجة في عالم الدنيا هذه
المفارقة تفقدها لقب زوجة... وهذا ما استنبطناه من قصة امرأة عمران...

ونرى أيضا عندما تكون المرأة وزوجها غير صالحين معا تفقد حق الزوجة وتصبح امرأته؛ وهذا ما استنبطناه من قصة أبو لهب...

ونجد أيضا إن كان المرأة تخاف من زوجها يفقدها حق الزوجة، وتبقى امرأته ما لم يتحقق بينهما: الصلح، الإحسان، التقوى...

ولكن عندما نعود إلى خير الأنام، صلى الله عليه وسلم
تسليما، نجد تعدد الزوجات، والمعاملة والعشرة بالعدل... وكلهن يسرن على سير
خير خلق الله، سبحانه وتعالى، وهذه الحياة الزوجية نجدها في السيرة
النبوية العطرة...

وفي الأخير نستنتج أن الأنثى تستحق كلمة زوجة عندما تفي
بغرض الزوجية الذي يتمثل في تكميل بعضهما البعض في العشرة، وأن يكونا على
كلمة واحدة، وأن تتخلل بينهما المودة والرحمة... ونجد مثلين عظيمين في زوجة
آدم، وفي زوجات النبي، صلى الله عليه وسلم تسليما.
وتفقد الأنثى لقب زوجة فلان، وتصير فقط امرأة فلان
عندما تخونه خيانة زوجية، عندما تميل إلى نفسها وتتبع أهواءها.. عندما تعمل
ضد مصالح قومه وأمته.. عندما يكون زوجها كافرا، أو مشركا... عندما تأمرها
نفسها بالسوء، عندما تفقد الزوجة زوجها، وعندما تكون المرأة وزوجها معا غير
صالحين..

من هذا الباب نستنتج الفرق بين الزوجة والمرأة ليس في
القيمة؛ لأن الإشارة هنا لا تعني أن الزوجة لها قيمة عن المرأة! -ولو كانت
ضمنيا- بل الإشارة هنا تبين لنا بوضوح أن الزوجة هي التي تكمل زوجها وزوجها
يكملها في تفاهم وانسجام ومودة ورحمة... أما المرأة فهي إشارة إلى البعد
والفارق.. لذلك في هذا البحث لا تعني المفارقة أن الزوجة لها قيمة على
المرأة، بل المرأة هنا تعني عكس تصرفات الزوجة والزوج. وكما ينطبق الأمر
على تصرفات الزوجة، فكذلك ينطبق على الزوج.

[/size]